بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تغفل قد لا تعود المرسلات
كثير منا يمر بهذه الغفلة بل معظمنا إن لم أقل جميعنا ، وإن أكثر ما يعنيه هذا الموضوع هم المسلمون أنفسهم ، نعم هم المعنيون وهم الذين يغفلون .
إن الغفلة هو الشرود الذهني المؤقت والذي يصيب كل أنسان حيث تتوقف قسم من الخلايا المخية الموجودة بالعقل عن العمل وبشكل مؤقت أو قد يصيبها الشلل الوقتي .
وهذا كله يحدث بسبب كون إن الانسان مشغول دائما بهموم الدنيا ومفردات الحياة اليومية والمعيشية وشؤون العمل للفرد ومتابعة تحصيل الرزق وكيفية توفير الاحتياجات الضرورية لكل فرد والتي تشكل سر البقاء والعيش ، وإن مايحصل هذا هو طبيعي وهذه هي سنة الحياة .
لكن يجب أن نحاول جاهدين أن نسيطر على موضوع الغفلة إن لم نقل تجاوزه ونجعلهُ أقل تأثيراً علينا أو نجعل تأثيرها بشكل غير مباشر وأن لا نتجاوز الخطوط الحمراء التي لها علاقة بالخالق عز وجل .
إن كل إنسان قد يمر بغفلة واحدة في كل يوم وفي بعض الاحيان ولقسم من الناس غفلتان باليوم ومعنى ذلك إن متوسط عدد الغفلات لكل إنسان وفي كل حياته هو بحدود ( 22 الى 25 ) ألف غفلة بحياته تقريبا وعلى فرض إن متوسط عمر الانسان بشكل عام ( 60 الى 70 ) سنة في حالة الغفلة الواحدة ، أما في حالة الغفلتين فقد يصل متوسط عدد الغفلات الى ضعف العدد أعلاه .
والان أحب أن أقول لكم ما قصدته بالغفلة وهو ( الوقت الذي يمر به الانسان قبل ذهابه الى النوم في كل يوم )، ولكن ماعلاقة تلك الغفلة والنوم بالمرسلات التي ذكرت بالعنوان.
أولا أريد أن ابين ماعنيته بالمرسلات وهي الانفس للبشر جميعها وليس الارواح فعندما ينام الانسان وفي كل يوم أو في كل نومة تذهب النفس لذلك النائم الى مكان ما وبأمر من الله سبحانه وتعالى ، حيث يرسل الله تلك النفس الى أجل ما وقد تم بيان ذلك بالقرآن في سورة الزمر آية ( 42 ) :-بسم الله الرحمن الرحيم
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )صدق الله العظيم .
تبقى روح الإنسان في الجسد أثناء نومه بدليل أن قلبه لا يتوقف عن العمل وكذلك التنفس، أما فقدان الوعي والإدراك للإنسان النائم فسببه هو خروج النفس من الجسد حيث إن خروج الروح من الجسد يعني الموت للجسد أما خروج النفس من الجسد فيعني النوم وفقدان الوعي للجسد مع بقاء الوعي والإدراك للنفس في عالمٍ آخر مجهول!..!!!!! ؟
لماذا تخرج النفس من الجسد خلال النوم؟ :-
النفس لا تتعب ولا تهرم ولا تحتاج للراحة التي يحتاجها جسد الإنسان , لهذا السبب تخرج النفس من الجسد في كل مرة ينام فيها الإنسان , بينما تقل العمليات التي تحدث بين خلايا الإنسان بسبب النوم والراحة . أما النفس فتكون خلال النوم في عالم آخر مجهول قد يكون هذا العالم شبيه بحياة البرزخ يُذكرنا به عزّ وجل في كل ليلة ننام فيها عسانا نتفكّر أكثر ونتذكر الموت والبعث ولذلك فان هذا العالم هو الذي نري فيه كل أحلامنا وجميع مايحصل فيها من أحلام جميلة أو مخيفة أو سيئة والعجيب انه وخلال تعايشنا مع الحلم طيلة مدته لا نستطيع ان ندرك وان نتواصل أو أن نربط تلك الاحداث بواقعنا وكذلك نحن أثناء الحلم لا نعلم اننا في حلم حتي لو كان ذلك الحلم هو قريب من الاحداث الدنيوية التي نعيشها وقد يكون هذا السبب مقصود ومعد سابقا لنا نحن البشر من قبل العلي العظيم وهنا تكمن حكمة الله في جعلنا نحلم والغريب ان قسم من الناس أثنام النوم لايحلمون فيا تري اين تذهب أنفس هؤلاء الفئة من الناس أثناء نومهم ( هذا هو الخط الاحمر الذي يجب أن لا نبحثه ).
إن النفس مكلفة بالعمل فقط عندما تكون داخل الجسد , وذلك يعني أن النفس غير مُكلفة أو مسؤولة عن الأعمال التي تقوم بها خلال النوم مهما كانت سيئة .
إن هذه التذكرة هي آية من آيات الله للناس لعلهم يتعظون منها ، فكم من نائم لم يستيقظ أبدا ورحل الي عالم البرزخ ,
لذاأنتبه ياايها المسلم ولاتغفل ذلك وقم بأنجاز واجباتك تجاه الله قبل منامك من صلاة وعمل الخير وزكاة ومساعدة الاخرين ومسامحتهم والعفوا عن المسيء عند المقدرة ورد الاذى عن الاخرين والامر بالمعروف وبرالوالدين وأجعل قلبك نقي صافي
من كل حقد وتوجه إلى الله بطاعة حقيقية ولا تنسى الشهادة والمعوذات والوضوء قبل النوم وخاصة في نوم الليل والذي يجب فيه أن نزيد من عملية الوعي والإدراك وعدم الغفلة والنسيان ...فمن يدري والله أعلمقد لا نصحوا من نومنا هذا ،،،،،،
وقد ... لا.....تعود المرسلات
اللهم أني قد بلغت وأتمنى للجميع نوم سعيد وأحلام شفافة
وبلا غفلة لكي تعود المرسلات وتكملون مسيرتكم
الايمانية ...اللهم أمين