في الهزيع الأقصى من الليل
حين ينتصب عمود النور
سجَّادَتِي
أفْتَرِشُ بها خَدَّ السَّحر
وأنيخَني ورحالَ ذِنُوْبِي بِسَاحَتِهِ
ساحةَ من لا يؤَيَّنُ ويُحدَّدُ بَأينٍ وَبِحَيْث
ولا يدرك ويوصف بِكَيْف
وأُناجيه بقلبٍ قد أوْبَقَتْهُ الذنوب
وروحٍ أرّقتها الجريرة
وأقرع باب عفوه بَأَكُفِّ رجائي
يا سيدي
يا خير من دعاه داعٍ ... ورجاه راج
إن الذنب ذيل المذنب العاصي
وإني أخاف أنَّ ذيلي قد طال !!!
قد أمَرْتَني بالتوبةٍ ... فأجبتُك
لَكِنْ لَمْ تَبْقَ سوى عُيُوْنٍ تُناجيكَ .. تبكيكَ
وَلم يبقَ غير ارتعاش القلوب
بَيْنَ هزيع المناجاة وفرض الصلاة
وبعض رجاءٍ تَزُمُّ فِيْهِ جَمِيع الأماني
بَلِّغْنَا مُقْلَةَ شَهْرِ الْخَيْر
فَمحرومٌ من حُرم من خيرها
فيها تُرشُّ غياهب النفوس بِالْقُبَلِ النَّاعِسَات
وتشدُّ السماء صَوْتَهَا لصوت عراة السَّجايا
وَتَمْتَشِقُ من ثناياها سيفاً
يُهَشِّمُ غِلَّ النفوس
وتفتح لها بين التواء السنا ... وطريق الغروب
سُبُلَ النَّجاة
ليلة نأتيك فيها نبضة عطشى
تُوَحِّدنَا بألطافكَ النورانية
لنكون غرباءَ عن مهاوي النفس
مَنْفِيِّيْنَ عن الأطماع
ليلةٌ تتلاشى فيها أطباع ثنائية الشهور
ليلةٌ جُلَّتْ عن الوصف
وتوارى الـ (ألف شهر) خجلاً منها
نَميرها كالسَّاهرات الناصعات بإشراقها
تشرق في سماء الروح
منذ هبوط الليل وحتى انتصاب عمود الفجر
هِيَ وشمٌ لنجوى الجوع إليها في هذا الشهر
تُنبيكَ أن عشقكَ يُوْرِقُ فِيْنا افتراعا
وأن ولائنا ينمو بأفيائنا دمعة
يَكْبُرُ التوجه إليك فيها اتساعا
لنلوكَ طعم الخير في وصيتك بها
ونتوق لأن نرتقي لعطر نفحاتها
ونحشد الدموع والتوبات والأماني أمام بوابة السماء
التي نرجوها في التماس عفوك وكرمك الرحب